زلزلت قرارات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ثوابت التحالفات الدولية،فبينما اعتبرت انجيلا ميركل قرارات ترامب سياسات عنصرية،أيدت السعودية والإمارات إجراءات ترامب ضد ألمسلمين على خلفية تصعيد لهجته ضد طهران.
إن قرارات ترامب الاخيرة في حق رعايا عدد من الدول
الاسلامية والجدل الذي دار حولها سواء على المستوى الشعبي داخل وخارج امريكا ، تؤكد أننا أمام رئيس يسير عكس تيار الإنسانية
والثقافة والحضارة الغربية ، وما اسست عليه من حرية وعدالة وتسامح، الى درجت ذهبت
فيه صحيفة الاندبندنت البريطانية الى حد التاكيد على أن الرئيس الامريكي لم يعد
زعيما للعالم الحر لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية ، وإعتبرت ان الزعيم الجديد
للعالم الحر هو المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي رفعت صوتها مشددة على استيائها الشديد وأدانت هذه السياسات ما يجعل اوروبا الحليفة الطبيعة
لأمريكة تبدءا تدرجيا في الابتعاد عن دولة ترامب ، حيث تولت التصريحات السلبية من
الرسميين الأوروبيين مثل رئيس الاتحاد الأوروبي الذي وصف ترامب بأنه يشكل
خطرا إرهابيا على أوروبا، وفرانسوا هولاند رئيس فرنسا الذي اتخذ موقفا مشابها، حتى
أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ادانت المرسوم امام مجلس النواب البريطاني
بعد امتناعها عن ادانته لمدة خمسة أيام واعتبرته “خطأ ويزرع الشقاق”.
في مقابل هذا انقسمت
الدول العربية والإسلامية بين من اتخذت موقف صمت الضعيف، والتي خرجت بدعم غريب
لإجراءات ترامب على غرار الامارات والسعودية حيث صرح وزير الطاقة السعودي
خالد الفالح في مقابلة مع قناة "بي بي سي"أنه من حق الولايات المتحدة
ضمان سلامة شعبها والمخاطر التي يتعرض لها، وتبعه الشيخ عبد الله بن زايد آل
نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات عندما أوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي
سيرغي لافروف في ابوظبي أن معظم المسلمين والدول الإسلامية لا يشملها الحظر معتبرا
أن الدول المعنية التي يستهدفها قرار ترامب تواجه تحديات يجب عليها تجاوزها.
هذه الدول العربية ربما رأت في تصعيد الرئيس
الامريكي للهجته ضد ايران وفرضه عقوبات جديدة ضدها فرصة للعودة للاستقواء بأمريكا
في مواجهة التغول الايراني الفاضح في المنطقة العربية ، بعد أن كانت ادارة الرئيس
السابق براك اوباما قد هندست للاتفاق النووي مع ايران بتنازلاته ودخلت في علاقة
متوترة مع السعودية لكن هذا في نهاية الامر لن يخدم لا هذه الدول والعربية ولا
ايران لأن أمريكة في عهد تراب أمام مرحلة مفصلية صعد فيها التيار المعادي للمسلمين
حتى أن ترامب يريد تعريف الارهاب على كونه التطرف العنيف الاسلامي فقط ولا يشمل أي
تطرف عنيف أخر ، ما يهدد العرب والمسلمين في داخل وخارج أمريكا. ويجعل من الضروري
على زعمائهم العمل على اقناع الادارة الامريكية الجديدة بضرورة احترام العالم
العربي والإسلامي كثقافة منفصلة عن الغرب وكضحية لسياسات الامريكية في المنطقة
والتي صنعت وخلقت الارهاب العالمي ، وليست دول مزاجية تتغير دبلوماسيتها وسياساته
الخارجية حسب الأمزجة أما أيران فإن مبالغتها في التمدد الخارجي وفي التأجيج
الطائفي ستودي بها الى الهاوية إن لم تعد الى رشدها السياسي وتتوقف عن محاولات
الهيمنة الزائفة.
ع.ش
تعليقات
إرسال تعليق