منغ وانزو |
صنع اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي لتكنولوجيا الاتصالات، "منغ وانزو"، الكثير من الجدل حول العالم حول الأسباب الحقيقية للاعتقال الذي تم في كندا بطلب امريكي، حيث أن التهمة الموجهة لها رسميا هي عدم الالتزام بالعقوبات الأمريكية على طهران، لكن الكثير من المتابعين يعتبرون الاعتقال دليل جديدا على التخوف الامريكي المتصاعد من العملاق التكنولوجي الصيني.
فشركة هواوي"Huawei" ما فتئت تكبر وتتضخم خلال السنوات
القليلة الماضية بشكل لفت ما جعلها تغزو كل الاسواق العالمية وتنافس أبل الامريكية
وسامسونغ الكورية بشكل حاد.
فقد وصل انتشارها الى أكثر من 170 دولة عبر العالم، ويناهز عدد موظفيها نحو
170 ألف، وتم تصنيفها في سنة
2010 من قبل مجلة "فورتشن" الأميركية ضمن قائمة أغنى خمسمئة شركة في العالم.
رد الحكومة الصينية كان حاسم ومزلزل:
الحكومة الصينية
ردت على هذا الاعتقال بالمطالبة بإطلاق سراح ابنة مؤسس شركة هواوي بشكل فوري،
وهددت كندا بـ "عواقب وخيمة" في حال لم تستجب لمطلبها، ووصفت الخارجية الصينية الاعتقال
بالبغيض وقالت إنه "تجاهل للقانون".
وتصر الصين
على أن المديرة المالية لشركة هواوي لم تقم بأي فعل مخالف للقانون، فحتى إن صحت الاتهامات
الامريكية لها بتسهيل تجاوز العقوبات الأمريكية ضد إيران فإن هذا لا يعد مبررا لاعتقالها
فالعقوبات الأمريكية على طهران أحادية الجانب ولا تعترف بها الأمم المتحدة.
أما الرد الثاني للصين فكان مزلزلا حيث حظرت بيع واستيراد معظم موديلات "آيفون"، وصادقت العدالة الصينية على طلبات الشركة الأمريكية لصناعة الرقائق الالكترونية، "كوالكوم"، والتي اتهمت آبل بانتهك اثنين من براءات اختراعها الخاصة بتحرير الصور وإدارة التطبيقات في جوالات آيفون منها iPhone X، واعتبر هذا القرار مفاجئ فكل التوقعات كانت تنتظر رفض الصين طلب كوالكوم بحظر منتجات "آبل"، لكن التحرك الأمريكي ضد شركة هواوي جعل الصين ربما تعيد ترتيب حساباتها.
أما الرد الثاني للصين فكان مزلزلا حيث حظرت بيع واستيراد معظم موديلات "آيفون"، وصادقت العدالة الصينية على طلبات الشركة الأمريكية لصناعة الرقائق الالكترونية، "كوالكوم"، والتي اتهمت آبل بانتهك اثنين من براءات اختراعها الخاصة بتحرير الصور وإدارة التطبيقات في جوالات آيفون منها iPhone X، واعتبر هذا القرار مفاجئ فكل التوقعات كانت تنتظر رفض الصين طلب كوالكوم بحظر منتجات "آبل"، لكن التحرك الأمريكي ضد شركة هواوي جعل الصين ربما تعيد ترتيب حساباتها.
شركة هواوي واتهامات التهديد الأمني:
لدرجة أن بعض الحكومات الغربية منعت شركات الاتصالات فيها من استعمال منتجات
شركة هواوي بداعي المخاوف الأمنية، حيث منعت كل من الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا
الشركات المحلية فيها من استخدام تكنولوجيا شركة هواوي في توفير تقنية الجيل الخامس
لشبكات الجوال.
وفي بريطانيا قامت شبكة "بي تي" للاتصالات بإزالة معدات شركة هواوي
من المناطق الرئيسية لشبكتها للجيل الرابع للهاتف الجوال، بسبب تحذيرات جهاز الاستخبارات
البريطاني "MI6" من إمكانية سيطرة الصين
على هذه البنية الحساسة أمنيا.
وتبرر الولايات المتحدة مخاوفها بالإشارة إلى الخلفية العسكرية لمؤسس الشركة
الصينية وإلى قانون المعلومات الوطني الصيني الذي تم إصداره سنة 2017 المثير للجدل،
والذي يشترط على الهيئات والشركات الصينية التعاون مع مختلف أجهزة الاستخبارات الوطنية
الصينية.
شركة هواوي تنفي كل الاتهامات:
عملت الشركة الصينية على تقديم نفسها على أنها شركة مستقلة كليا عن الحكومة،
وأنها تعتبر السلامة والأمن أولوية بالنسبة لها عندما تقدم خدمات تكنولوجية، كما اعتبرت
أن هذه الاتهامات توجه ضدها لكونها أصبحت منافسا قويا لشركات الغربية العملاقة.
من جانبها
الحكومة الصينية اعتبرت موجة العدائية ضد الشركة، يدخل في إطار الحرب التجارية
التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين.
وليس بعيد ان
يكون هذا هو الدافع الأساسي لتحركات الامريكية ضد الشركة والتي بدأت في عام 2016
وحتى قبل انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تعرف على شركة هواوي:
بـ 3500 دولار كانت بداية العملاق الصيني:
تم تأسيس شركة هواوي لتكنولوجيات الاتصال سنة 1987 من طرف المهندس السابق
في جيش التحرير الشعبي "رن زتشنغفي"، بمدينة شنزن جنوبي الصين، برأسمال يناهز
21 ألف يوان صيني ما يعادل 3500 دولار أميركي فقط.
ويوجد مقر الشركة بمدينة التأسيس شنزن، وعلى المستوى العربي لشركة هواوي مقر
منذ أكثر من عقد في البحرين.
وعند التأسيس كانت شركة هواوي شركة اتصالات محلية قادرة على إنتاج مفاتيح
مقاسم الهاتف دون الاعتماد على المشاريع الأجنبية، وكان ذلك حدث فريد من نوعه في الصين
التي كانت في الثمانينيات تعتمد على مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية، لصناعة وتطوير
تقنية مقاسم الهاتف.
نشاطات شركة هواوي:
في بداية الشركة تركز عملها على بيع مقاسم الهواتف المستوردة من هونغ كونغ،
ثم قامت الشركة بالاستثمار في مجالي البحث والتطوير حتى تتمكن من تصنيع تقنيتها الخاصة،
ومع حلول عام 1990 وصل عدد موظفيها الى نحو 55 في مجالي البحث والتطوير فقط، وشرعت
بتصنيع منتجاتها الفريدة من المقاسم مستهدفة سوق الفنادق والشركات الصغيرة.
وفي عام 1996 قامت الشركة الصينية بتأسيس المزيد من مراكز البحث والتطوير
بسبب تبني الحكومة سياسة صارمة إتجاه دعم مصنعي معدات الاتصالات الصينين وتقييد استخدام
المنتجات الأجنبية.
وبداية من عام 1998 سرعت شركة هواوي من وتيرة تمددها نحو الأسواق العالمية
وحققت مبيعات عالمية ضخمة تجاوزت 100 مليون دولار، بعد أن تعاقدت مع شركة "آي
بي أم" الأميركية للاستشارات، وأجرت تعديلات كبيرة على إدارتها ومراكزها البحثية
، كما أسست أول مخبر للبحث والتطوير التكنولوجي خارج الصين، في العاصمة السويدية ستوكهولم.
ومع مرور السنوات وتمدد الشركة عبر العالم ظهر اسمها لأول مرة في قائمة أغنى
خمسمئة شركة في العالم سنة 2010، التي تنشرها كل سنة مجلة "فورتشن" الأميركية،
وهذا بعد أن تعدت مبيعاتها 21.8 مليار دولار سنويا وناهزت أرباحها الـ 2.67 مليار دولار
أمريكي.
حصيلة الشركة الصينية:
تعتبر شركة هواوي أكبر منتج ومصنع لمعدات الاتصالات في العالم، وتحتل المرتبة
الثانية كأكبر منتج للهواتف الذكية، بعد شركة سامسونغ وقبل شركة أبل الامريكية، لديها
عدد لا يحصى من مركز ومخابر البحث والتطوير عبر العالم، وتمتلك عشرات آلاف من براءات
الاختراع التي طورتها أو اشترتها، ما جعل أخر جوالات هواوي تتفوق عالميا.
ففي عام 2013 تقدمت شركة هواوي بأزيد من 44 ألف طلب براءة اختراع في الصين
فقط ونحو 19 ألف طلب خارج الصين، وما يناهز الـ 15 ألف طلب بموجب معاهدات شراكة مع
مؤسسات أخرى.
- للإشارة هذا
التطور الهائل للشركة في مجال براءة الاختراع جعل الولايات المتحدة تتهمها في عدة
مناسبات بالعمل على سرقة هذه التكنولوجيات الجديدة من الشركات الامريكية، الامر
الذي اعتبره الصينيون محاولة لإيقاف التطور الهائل للشركة ومنافستها المتزايدة
لشركات الامريكية العملاقة.
وتنتشر منتجات شركة هواوي في أزيد من 170 دولة حول العالم خاصة وأن أسعار
جوالات هواوي أكثر تنافسية من أسعار جولات سام سونغ وأبل، كما يعمل لديها نحو 70 ألف
موظف في مجال البحث والتطوير التكنولوجي، أي ما يناهز الـ 45% من العدد الإجمالي لموظفيها
في العالم.
واستثمرت الشركة في برامج البحث والتطوير خلال سنة 2013 ما يناهز الـ 14%
من إجمالي عائدات مبيعاتها وهي النسبة التي تعادل 5.4 مليارات دولار أميركي، ما يجعل أخر جوالات هواوي و باقي منتجاتها
في غاية التطور.
تسلق قمة الصدارة التكنولوجية:
من الناحية التكنولوجية بدأت الشركة في التميز مع حلول سنة 2010 حيث انها
حازت خلال هذه السنة على النصيب الأكبر عالميا فيما يختص التحكم بجودة معيار شبكات
الجيل الرابع المتقدمة " LTE-A"، حيث تمت الموافقة على 466 من
مقترحات الشركة الصينية بخصوص هذه التقنية بصفتها تمثل معايير أساسية، مما جعلها تحتل
المركز الأول بين الشركات التي تعمل بهذه التقنية، وتستأثر بنحو 25% من المقترحات التقنية
المعيارية الخاصة بهذه التكنولوجيا.
كما تعد شركة هواوي من أوائل الشركات العالمية المؤثرة في مجال البحث والتطوير
لتكنولوجية شبكات الجيل الخامس للهاتف الجوال، فهي تستثمر في هذا المجال ازيد من
600 مليون دولار حسب إحصائيات 2018.
ولديها منتجات مثل هواوي روترز وكذلك هواوي ويفي للإنترنت الجوال تحقق
نجاح كبير في الوطن العربي وعبر العالم خاصة بسبب أسعارها التنافسية.
تعليقات
إرسال تعليق