أفضل طريقة لمعرفة البريد الالكتروني لأي حساب فيس بوك

 قام العلماء بتطوير نوع جديد من الإنسولين الذكي الذي يستجيب للتغيرات في مستويات السكر في الدم بشكل فوري، مما يعد بفتح آفاق جديدة في علاج مرض السكري من النوع الأول، وهو مرض يصيب الملايين حول العالم.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول يحتاجون حالياً إلى حقن أنفسهم بالإنسولين الصناعي حتى 10 مرات يومياً للحفاظ على حياتهم. ومع ذلك، فإن هذه الحقن المتكررة لا تخلو من التحديات، إذ يمكن للتقلبات المستمرة في مستويات السكر في الدم بين الارتفاع والانخفاض أن تسبب مشاكل صحية جسدية ونفسية على حد سواء. الضغط النفسي المرتبط بالحفاظ على مستويات السكر مستقرة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية للمرضى.

في هذا السياق، نجح فريق من العلماء من الولايات المتحدة وأستراليا والصين في تطوير "إنسولين ذكي" يظل غير نشط في الجسم حتى ترتفع مستويات السكر في الدم، حيث يبدأ في العمل فوراً لتحقيق التوازن. هذه التقنية تحاكي الاستجابة الطبيعية للجسم لمستويات السكر المتغيرة، مما يعني أن الإنسولين يتفاعل في الوقت الفعلي مع التغيرات الحاصلة، ما يقلل من خطر حدوث ارتفاع أو انخفاض غير متوقع في مستوى السكر.

أوضح الدكتور تيم هايس، الذي كان جزءاً من فريق البحث، أن "الإنسولين الذكي قد يمثل نقلة نوعية في علاج مرض السكري من النوع الأول، لأنه يقربنا من إمكانية التحكم الكامل في المرض بشكل لم يكن ممكناً من قبل". وأضاف أن هذا الإنسولين يصبح نشطاً فقط عندما يتجاوز مستوى السكر في الدم حداً معيناً، مما يمنع ارتفاع السكر في الدم، ويعود إلى حالته غير النشطة عندما تنخفض المستويات، مما يقلل من خطر نقص السكر في الدم.

يُذكر أن اكتشاف الإنسولين يعود إلى أكثر من 100 عام، حينما اكتشفه الجراح الكندي الدكتور فريدريك بانتينغ ومساعده تشارلز بيست. وعلى الرغم من التقدم الكبير في فهم وعلاج مرض السكري منذ ذلك الحين، إلا أن هذا المرض المزمن لا يزال يشكل تحدياً كبيراً للرعاية الصحية، حيث يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل فعال.

من بين هذه المضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية، ومشاكل العين مثل إعتام العدسة واعتلال الشبكية السكري، بالإضافة إلى مضاعفات تتعلق بالأطراف مثل القرح والالتهابات التي قد تصل إلى حد بتر الأطراف. كما أن الكلى تتأثر بشكل خاص، حيث يمكن أن يؤدي السكري إلى الفشل الكلوي الحاد، مما يستدعي إجراء عمليات غسيل الكلى أو زرعها.

هذا التطور في تكنولوجيا الإنسولين يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الحياة لملايين المرضى حول العالم، ويعزز الأمل في تقليل المضاعفات المرتبطة بمرض السكري على المدى الطويل.