البيجر هو جهاز إلكتروني صغير يُستخدم للتواصل عن بُعد عبر رسائل نصية قصيرة أو إشعارات صوتية. يُعد جهاز البيجر من تكنولوجيا قديمة كانت شائعة قبل انتشار الهواتف المحمولة الحديثة، ولكنه لا يزال يستخدم في بعض المجالات حتى يومنا هذا، خاصة في الأماكن التي تتطلب الاتصال الفوري دون الحاجة إلى استقبال مكالمات صوتية طويلة.
لنتعرف في هذا المقال على أجهزة البيجر بشكل مفصل من حيث تاريخه، آلية عمله، أنواعه، واستخداماته.
تاريخ البيجر:
تم تطوير البيجر لأول مرة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، ولكن الاستخدام الواسع له بدأ في الستينيات والسبعينيات. في ذلك الوقت، كان البيجر يُعتبر وسيلة اتصال حديثة للمهنيين الذين يحتاجون إلى تلقي إشعارات عاجلة، مثل الأطباء ورجال الأعمال. مع تطور التكنولوجيا، أصبحت أجهزة البيجر أكثر تطورًا وصغرًا في الحجم.
آلية عمل البيجر:
يعتمد البيجر على إرسال الإشعارات عبر موجات الراديو. يتصل جهاز البيجر بشبكة لاسلكية تعمل عبر أبراج بث تشبه إلى حد ما أبراج الهواتف المحمولة. عندما يُرسل أحدهم رسالة إلى شخص يملك بيجر، يقوم النظام المركزي بتحويل الرسالة إلى إشعار يتم إرساله إلى البيجر عبر موجة راديوية. عادةً ما تكون الرسائل قصيرة جدًا، مثل أرقام هواتف أو رموز معينة، ويقوم المستقبل بمراجعة البيجر لمعرفة الرسالة.
أنواع أجهزة البيجر:
توجد عدة أنواع من أجهزة البيجر، تختلف حسب الاستخدام والميزات:
البيجر التقليدي (أحادي الاتجاه): وهو النوع الأكثر بساطة، حيث يمكنه فقط استقبال الرسائل دون القدرة على الرد. يستخدم هذا النوع عادة لإرسال إشعارات عاجلة إلى المستخدمين.
البيجر ثنائي الاتجاه: يتيح هذا النوع إرسال واستقبال الرسائل، وهو أشبه ما يكون بنسخة مبسطة من الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة. رغم بساطته مقارنة بالهواتف، إلا أنه كان يُعد تطورًا ملحوظًا في مجال البيجرات.
البيجر المتخصص: تُستخدم هذه الأنواع في مجالات معينة، مثل البيجرات التي يستخدمها الطاقم الطبي في المستشفيات. تتميز هذه الأجهزة بأنها مرتبطة بشبكات خاصة وتوفر أمانًا عاليًا للمعلومات المرسلة.
استخدامات البيجر:
رغم أن أجهزة البيجر قد أصبحت أقل شيوعًا بمرور الوقت مع ظهور الهواتف الذكية، إلا أنها لا تزال تُستخدم في بعض المجالات، منها:
المجال الطبي: لا يزال البيجر يُستخدم على نطاق واسع في المستشفيات لتوفير وسيلة اتصال سريعة وفعالة بين الطاقم الطبي. يعتبر البيجر خيارًا موثوقًا لأنه لا يعتمد على شبكات الهاتف الخلوي التي قد تتعرض لانقطاعات أو ازدحامات.
المجالات الأمنية: بعض الأجهزة الأمنية والهيئات الحكومية تستخدم البيجر كوسيلة اتصال احتياطية في الحالات الطارئة أو في الأماكن التي لا تتوفر فيها شبكات الهاتف المحمول.
المجال الصناعي: في بعض المصانع والمنشآت الصناعية، يتم استخدام البيجر كوسيلة اتصال داخلية بين الفرق المختلفة نظرًا لبساطته وموثوقيته.
مزايا وعيوب البيجر:
المزايا:
- البساطة: أجهزة البيجر بسيطة وسهلة الاستخدام، مما يجعلها ملائمة للمستخدمين الذين لا يرغبون في التعامل مع تقنيات معقدة.
- الاعتمادية: يعتمد البيجر على موجات الراديو، مما يجعله فعالًا حتى في الأماكن التي لا تتوفر فيها تغطية لشبكات الهاتف المحمول.
- استخدام طاقة أقل: البيجرات تستهلك طاقة قليلة جدًا مقارنة بالهواتف المحمولة، مما يتيح استخدامها لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة الشحن.
العيوب:
- محدودية الوظائف: مقارنة بالهواتف الذكية، فإن وظائف البيجرات محدودة للغاية. لا يمكن للمستخدم إجراء مكالمات أو استخدام تطبيقات متعددة.
- انخفاض شعبيته: مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية، أصبحت أجهزة البيجر نادرة الاستخدام وأقل تواجدًا في الأسواق.
في النهاية، يمكن القول إن البيجر، رغم قِدمه وتراجع شعبيته، لا يزال جهازًا ذا فائدة في بعض القطاعات. بفضل موثوقيته وسهولة استخدامه، يبقى البيجر خيارًا مثاليًا لبعض المستخدمين الذين يحتاجون إلى وسيلة اتصال سريعة وبسيطة في مجالات عملهم. ومع تطور التكنولوجيا، قد تكون هناك فرصة لتطوير أجهزة بيجر أكثر تطورًا تواكب الاحتياجات الحديثة.
إذا كنت بحاجة إلى المزيد من المعلومات حول تطورات التكنولوجيا والاتصال، فإن فهم التاريخ والجوانب المختلفة لأجهزة البيجر يقدم منظورًا شاملًا حول كيفية تطور وسائل الاتصال على مر العقود.
من مصادر المقال: ويكيبيديا
تعليقات
إرسال تعليق